حُكي أنَّ مَعْن بنَ زائدة، اتفق نفرٌ على إغضابه، وقالوا: من يغضبه فله مائة بعير!. وكان بينهم شاعر ووعدهم بذلك.
فلمّا مَثَلَ بين يدي الأمير، لم يُحيه تحية الملوك! ونطق قائلاً:
أتذكر إذ لحافُك جلد شـاةٍ------وإذ نعـلاك من جلد البعير
فسبحان الذي أعطاك ملكا------وعلّمك الجلوس على السرير
قال الأمير:
أذكره ولا أنساه، وهل أحد ينسى قديمه؟!
فقال الشاعر:
سأرحل عن ديار أنت فيها-----وإن جار الزمان على الفقير
فقال الأمير:
إن جاورتنا فمرحباً بالإقامة، وإن فارقتنا فصاحبتك السلامة!.
فقال الشاعر:
فجد لي يا ابن ناقصةٍ بمالٍ------فإني فد عزمت على المسير
الأمير:
فوهب له مع هذه الإهانة ثلاثة آلاف دينار!
فقال الشاعر:
قليلٌ ما أتيت به وإني-------لأطمع منك في المال الكثير
الأمير:
أمر بإعطائه مثل ما أعطاه!.
الشاعر:
لم يزل يطلب الزيادة حتى تمت منحة الأمير عشرة آلاف دينار، ولم تظهر عليه بوادر الغضب!.
فقال الشاعر:
سألت الله أن يبقيك ذخـراً-----فما لك في البرية من نظير
فمنك الجود والإفضال حقا-----وفضل يديك كالبحر الغزير
الأمير:
أعطيناك عشرة آلاف على ذمنا، فلنعطينك عشرة آلاف على مدحنا!!!!!.