خرج الذئب يوماً في طلب الرزق
فالتقى بالثعلب الذي كان يومئذ رئيس الديوان في سرايا السلطان
وسأله عن آخر الأخبار فقال:صدر اليوم فرمان الأمان وصار جميع الناس إخوان
قال الذئب:وما هي شروط الفرمان الذي يجعل جميع الناس إخوان
فتناول الثعلب من إضبارته نسخة عن الفرمان وراح يقرأ بكل إمعان:
منع القيل والقال وحرية الإنتقال
تأمين الرغيف النظيف للقوي والضعيف
حرية الرأي والقول والعمل فتأخى الضبع والجمل ويعيش الذئب مع الحمل
فهتف الذئب:هذا الشرط على الرأس والعين يا أخي أبا الحصين
وأنا أول من أطاع وآخر من عصى
لكنني أريد أن أعلم ما إذا كانت هذه الشروط قد أصبحت سارية المفعول حسب الأصول
قال الثعلب:باتأكيد فإذا أردت أن تتيقن الأمر بنفسك يا أبا سرحان ففي ممقلب الوادي حظيرة غنم
وبإمكانك وبموجب هذا الفرمان أن تدخل إلى الحظيرة وتعيش مع الخرفان بكل أمان
قال الذئب:حيا الله أصلك وفصلك يا أبا ثعالة هلم معي ودلني على الحظيرة واجعل الفرمان في يدك
جاهزاً لطوارئ الحدثان
ومشى الذئب ومشى الثعلب معه حتى باب الحظيرة حيث كانت تربض ثلاثة كلاب ضارية
وثبت على الذئب وهشمتهه وحينما استطاع الذئب أن يتخلص من الكلاب ورجع مثخناً بالجراح
إلى حيث وجد الثعلب ينتظره عاتبه قائلاً:لماذا تركتني وهربت؟
قال الثعلب:خفت من الكلاب!
قال الذئب:ولماذا لم تقرأ لهم الفرمان ليعلموا أننا صرنا وإياهم إخوان ؟
قال الثعلب:وما نفع الفرمان والكلاب طرشان !