( إن الانسان طالما كان له قدرة على التحرك , فان قدرته على الكفاح موجودة , والانسان لا يصرع الانسان مهما كانت قوته , ولكن قوة الطبيعة مهما كانت جبارة فان قوى الانسان تتضافر للتغلب عليها . ان هذه الفكرة قد استقبل صاحبها الحياة وخاطب بني الانسان بقوله : لقد رأيت بعد تجربتي هذه ان باستطاعة الانسان تقبل العمى , كما يتقبل اية فاجعة تعترضه . وحتى لو انني فقدت حواسي الخمس كلها , فبمقدوري بعد هذا ان اواصل الحياة بعقلي , فالانسان انما يعيش اولا بعقله وثانيا بحواسه )............................................ " دايل كارنيجي "
بعد ما قرأت هذا في كتاب ( دع القلق وابدأ الحياة ) رجعت بي الذاكرة ثلاث سنوات الى الخلف , حيث كنت بالمستشفي مع أختي الكبيرة وهي مريضة , و كان بجوار غرفتها بنت بدوية في السابعة عشر من عمرها تدعى نوف , تتمتع نوف بطبع متميز جدا , كانت تتحمس في كل ما تقوم به .
أتت نوف نحوى والابتسامة D: تعلو وجهها
قالت لي : كيف الحال ؟
أجبتها : الحمد لله
قالت : أسمي نوف أسكن بعيد عن المدينة في الصحراء وانا هنا بالمستشفي منذ شهر .
سألتها ما علتها أجابت والابتسامة تعلو جهها وكأن شئ لم يكن :
كنت اتمشي في الصحراء تعبت وجلست , واذا بي أري شئ شكله أقرب للكره وفي الأعلى حلقه مثل الخاتم , ادخلتها في صبعي و لم أكن اعرف وقتها ما هذا سحبت الكرة الى الخارج لأحظى بخاتم , بعدها غبت عن الوعي وعندما استيقظت وجدت نفسي في مكان غريب به أضواء وأناس كثيرون , ونصف كفي قد فقد ومن شدة الخوف والالم لم اعد احس بيدي ووجهى يحرقني كثيرا وصرت ابكي بشده .
بعدها توقفت نوف عن الكلام لان موعد الدواء قد حان , ابتسمت لي وذهبت وانا مندهشة تماما كيف لفتاه في هذا العمر , قد فقدت نصف كفها وهي بهذه المعنويات المرتفعه , المزود ه بالحنان والحب والمرح والمجرده من الاكتئاب والحزن يا إلهي ... بالفعل شئ غريب لم أري مثله في حياتي قط .
كانت أختي نائمة وقد شعرت بملل شديد , ولكن ومن الفضول وما قتل توجهت الى غرفة نوف لأعرف عنها المزيد ولم أجدها , بل كانت هناك إمرأه عجوز , تراجعت في الحال لأعود من حيث أتيت , ولكنها كانت قد رأتني , نادت وقالت تفضلي يا ابنتي جلست معها وسألتها انت والدة نوف أجابت :
لا أنا لست والدتها ولا أحد من أقربائها , في الحقيقه كنت مع ابنتي في المستشفي , وكنا سنغادر ولكن سمعت أن هناك فتاه قد تعرضت لحادث مروع , ترتعد من الخوف لانها أول مرة في حياتها تري مبني وأناس مختلفين تماما على غير ما اعتادت ان تراه , وبما ان والدتها لم تأتي معها وبحكم عمل والدها خارج المدينه ذهب وتركها وحيده , قررت البقاء معها وانا هنا منذ شهر اجلس برفقه هذه الفتاة الصديقة والمحبة لدى الكل , قدمت لي عصير وكان لذيذ , شكرتها وانصرفت واذا بنوف عند اختي تحدثها , وإبتسامة ملطخة بالخجل تعلو وجهها , وعرفت السبب وقتهاp: كانت تتحدث عن شخص , هى مغرمة به وهو يبادلها نفس الشعور حتى وهي بهذه الحالة , جلست استمع واستمع لما تقول , أدركت وقتها صحة هذا الحكمة .
((((((((((((((((((((((( القناعة كنز لا يفنى ))))))))))))))))))))))