أنتشر في أيامنا تلك مرض مخيف بسبب البعد عن رب العباد والانصراف عن العبادات والطاعات
وإعراضه تجدها تختلف عند كل منا ومنهم من لا يدرك مصابه إلا بعد فوات الأوان ..
اسأل نفسك .. هل تجد هذه الأعراض فيك !!..؟؟؟
كيف تقضي وقتك وانكان اليسير من يومك ..؟
هل تذهب إلى النوم لساعات طوال؟؟
هل تلجا إلى سماع الأغاني والجلوس أمام الفضائيات؟؟
هل تلجا إلى التدخين أو الجلوس مع الأصحاب في المقاهي ؟؟
هل تذهب للتسكع في الأسواق والشوارع؟؟
إذا وجدت نفسك في أي منها أو تقضي وقتك بما لا يعود عليك بنفع .. فأعلم انك مصاب ويجب أن تتدارك نفسك
نعم قد أصبت بداء العصر .. " الفراغ والملل " هذا ما يشكي منه كثير من شبابنا
عد إلى أعراضه وما تأخذك إليه تدرك خطورته .. قد يتهاون البعض ويراها بسيطة لكن لا..!! كثير قضى عليهم هذا المرض ودمر حياتهم .. فبداية مجرد خطوات إلى الشيطان خطوة تجرك لما بعدها فاحذر ..!
لكن هل سألت/ سألتِ .. إلى أين يمكنها أخذي وما أثرها علي ..
1.سوف تبعدك عن العمل الجاد والاجتهاد وتوهمك بأنك نجحت ووصلت إلى ما تريد لكن ما أنت فيه متعة دنيا مؤقتة الأهم أن لا تأخذك عن الزرع والحرث لما يعود نفعه عليك بالآخرة
2.تجرك إلى الحرام والى المعاصي والذنوب فعد إلى أعراضها جميعها آثام ومنهي عنها فتلجأ إلى الأغاني والفضائيات والسهر الطويل والتهاون في الصلوات وقد توقعك بالفواحش والمنكرات فقد تكرهك حياتك لعدم انتظامك وتأخذك إلى الخلاص من هذه الحياة
3.تبعدك عن العمل الصالح والخيرات فتجد الملل في المحاضرات والندوات وتكاسل عن أداء السنن وما يعود بالآجر وان كان يسير يشق عليك التوجه إليه
تسأل نفسك إذا كيف لي أن أعالج نفسي وما هيأساليب العلاج ..
أولا ..عليك أن تبتعد عن المعاصي التي هي اكبر خطر عليك تبث سمومها وتذبه فيك وتقسي قلبك
ثانياً .. اتجه إلى الطاعات وأتم واجباتك على أكمل وجه فلا تكتفي بمجرد مثلا أداء صلاتك بخطوات متسارعة كالنقر دون أن تعي وتتمعن وتخشع في معانيها وقراءاتها ولا تتهاون فيها وتتكاسل عن أدائها ..." فويل للمصلين اللذين هم عن صلاتهم ساهون " .. والويل هو وادٍِ من وديان النار فلما تجعل هذا لنفسك لن يضرك شي إن أقمت صلاتك في وقتها وخشعت لربك زد على ما كنت تقضيه من دقائق قليله لن تؤخرك عن شي.
ثالثاً .. أملأ وقتك بالعمل الصالح اتجه للندوات والنشاطات والأعمال الخيرية والدورات التي تعود عليك بالنفع الديني والعملي .. واهتم بزيارة الأقارب وصلات الأرحام والحرص على التواصل معهم بمناسباتهم أي كانت ... ونافس من حولك على الطاعات وعمل الخير لا على الأمور الدنيوية كاقتناء سيارة أو محمول أو أي كان من احدث ما ورد بل اتجه إلى ربك تجد سعادتك فمتى ملأ قلبك حب الله والطاعات تبخر عنها كل هم وحزن وملل وملأه الحب فيتناثر على كل من حولك
رابعاً .. ابحث عن المكان الصالح والبيئة والرفقة الصالحة التي تعينك على الطاعات والعبادات والعمل الصالح ولا تستهين بتأثير كلا منهم و تهملها لان لها الأثر الأكبر على عزيمتك.
خامساً .. والاهم اصبر على ما يصيبك وعلى ما يبتليك ربك فلا تجعل عارض يصيبك يحبطك ويجعلك ترتدي الحزن والهم .. لا..! اصبر على امتحان ربك واشكره و أرجو منه الثواب ..فالله ما أشقاك إلا ليسعدك وما اخذ منك إلا ليعطيك وما أبكاك إلا ليضحكك.
قال نبينا الكريم .. "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"
إخوتي
الفراغ نعمة عظيمة لكن قلة هم من يوفقون باغتنام نعمة الفراغ فاعمل جاهدا على أن تعود
عليك بالنفع دنيا وآخره
آخر نصيحة للآباء..
احرصوا أن تحفظوا أوقاتكم ولتكونوا قدوة حسنة لأبنائكم وانتم مرشديهم في طريقهم
ويروى عن وهب بن منبه أنه قال: "ينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه عن أربع ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه،
وساعة يخلو فيها هو وإخوانه والذين ينصحون له في دينه ويصدقونه عن عيوبه،
وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاته فيما يحل ويحمد،
فإن هذه الساعة عون لهذه الساعات، وفضل بالغ واستجمام للقلوب".
نسأل المولى عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير وصلاح ويجعلنا مِن مَن يقضون فراغهم بما يعود عليهم بالخير و الفائدة ... آمين يا رب
السبت نوفمبر 10, 2007 12:36 pm
